موسكو: إدارة ترامب تدفع نحو تسوية طويلة الأمد لأزمة أوكرانيا ومسودة اتفاق سلام تثير الجدل

 أكد نائب وزير الخارجية الروسي، سيرجي ريابكوف، أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تعمل على الدفع نحو حل مستدام وطويل الأمد للأزمة الأوكرانية، مشيراً إلى أن واشنطن باتت أكثر إدراكًا للأسباب الجذرية للصراع، وفي مقدمتها توسع حلف شمال الأطلسي شرقًا وقضايا حقوق الناطقين بالروسية داخل أوكرانيا.

وقال ريابكوف، في تصريحات لمجلة إنترناشيونال أفيرز، إن الفترة التي أعقبت قمة أنكوريج شهدت "موجة من المواقف العدائية تجاه روسيا"، إلى جانب محاولات مكثفة من أطراف في الغرب—خاصة في بعض العواصم الأوروبية—لإحباط جهود إدارة ترامب ومنعها من الوصول إلى تسوية شاملة. وأضاف: "نرى أن تلك الجهود تستهدف عرقلة أي مسار يؤدي إلى حل طويل الأمد يعالج جذور الأزمة، بما في ذلك السياسات المتهورة التي تبنتها إدارة واشنطن السابقة وإدارة الرئيس بايدن، والتي دفعت الناتو للاقتراب بشكل غير مسبوق من الحدود الروسية."

وفي كييف، صادق الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي اليوم السبت على مرسوم يقضي بتشكيل وفد رسمي للتفاوض بشأن الخطة الأمريكية الجديدة لتسوية الأزمة. ويترأس الوفد مدير مكتب الرئيس، أندري يرماك، ويضم عدداً من كبار المسؤولين، بينهم أمين مجلس الأمن القومي والدفاع رستم أوميروف، ورئيس الاستخبارات العسكرية كيريل بودانوف، ورئيس الأركان العامة أندريه غناتوف.

وبحسب المرسوم المنشور على الموقع الرسمي للرئاسة الأوكرانية، سيشارك الوفد في مفاوضات مع الولايات المتحدة وشركاء دوليين، إضافة إلى ممثلين عن روسيا، بهدف التوصل إلى "سلام عادل ومستدام".

خطة سلام على "النموذج الغزّي"
وأفادت مصادر مطلعة، بحسب شبكة سي إن إن، بأن البيت الأبيض يعمل فعليًا على بلورة اتفاق سلام بين موسكو وكييف، يستند إلى نموذج مشابه للخطة التي طُرحت بشأن غزة، ويعتمد على التزامات متبادلة تشمل وقف إطلاق النار، وتوفير تمويل دولي لإعادة الإعمار، وإنشاء هيئة إشراف يقودها الرئيس ترامب شخصيًا.

وتشير التسريبات إلى أن المسودة الأولية تحمل تشابهًا كبيرًا مع "خطة غزة"، وتتضمن بنودًا مثيرة للجدل سبق أن رفضتها كييف، أبرزها:

التنازل عن بعض المناطق التي لا تسيطر عليها أوكرانيا حاليًا،

تقليص حجم الجيش الأوكراني،

تضمين الدستور تعهّدًا رسميًا بعدم السعي للانضمام إلى حلف الناتو.

كما تنص الخطة على تشكيل "مجلس سلام" برئاسة ترامب لمتابعة تنفيذ الاتفاق، وهو الهيكل ذاته المتضمن في مقترح غزة.

وتظل الخطة قيد المناقشة، وسط انقسام واضح بين الأطراف المعنية، في وقت تسعى فيه واشنطن لإحداث اختراق دبلوماسي يعيد صياغة مسار الحرب المشتعلة منذ عام 2022.